وقف الشيخ فهد سالم العلي الصباح سيعلن قر يبا عن البدء بقبول طلبات المساعدة عبر موقعه الالكتروني

كلمة الشيخ فهد سالم العلي الصباح

إن سُئلتم عن الحياة ، فقولوا ما هي برهة لا أكثر ، ما مضى منها ضاع واندثر ، وما نحن به الآن ليس إلا تأرجح ما بين وبين ، وما سيأتي لا علم لنا به ، قد يكون دقيقة أو دقيقتين لا أكثر .... فيدكم بما امتلأت ليست لكم ، فإجعلوها أمامكم إلى فعل الخير تسبقكم ، تمسح قلق المحتاجين المتعبين المعسرين .. أليست هذه شيم أصحاب اﻷيادي البيضاء ، والوجوه السمحاء ، والقلوب التي لا تنبض إلا بالنقاء ..  نعم إنها شيمنا التي تربيت عليها..

يا أحبتي .. المال والصحة والقوة هي أعظم ما أنعم الله علينا ، وما هي إلا أمانة بأيدينا ، وما أصعبها من أمانة ، حين يأمرنا الله بأن نخدم بها ونقدمها لمن يحتاج ، وكيف يكون هذا ...؟؟!

هل ننتظرهم هنا وهناك كي نقدم لهم وجبتهم اليومية وينتهي كل شيء ؟؟! وهل هذا العمل يكفي ، وهل هذا هو الحل ...؟! وهل المعسرين والمحتاجين هم فقط من يخرجون ويجهرون بما هم فيه...؟!

أليس هناك من ينام بصمت على صراخ الجوع الذي يلسعه ليل نهار بلا رحمة ....؟!

أليس هناك من تراه واقفا أمامك لكن في الحقيقة هو مهزوم في داخله ومطعون ؟!

لهذا أيها اﻷحبة أخذنا على عاتقنا أن نكون لهم تلك الغيمة التي ينتظرونها وهي تسقط عليهم من السماء ، فالبحث عنهم في ظلمات الحاجة والعوز ، والعمل على انتشالهم من اغوار الحزن والتعب واعادتهم الى وجه الحياة هو الحل المتين.. خاصة ونحن اليوم نعيش أصعب المشاهد اليومية التي نراها في محيطنا العربي ..

أمام المشاهد المتعددة للكوارث التي لا تحصى... أمام ما نسمعه عن حاجة المواطنين ومعاناتهم المؤلمة .. أمام ما يحدث وما سيحدث ، لهذا كانت المبادرة في تأسيس هذا الوقف ليكون خطوة استباقية والتي نأمل من خلالها أن يعيد اﻷمل لكل الذين اعتقدوا بأنهم أضاعوه الى اﻷبد.

وما الهدف من تأسيس هذا الوقف إلا ليكون مع المحتاج ، الذي يدعو الله ليل نهار ﻷن يأخذ بيده ، لنقول له ها هو صوته قد اصابنا في القلب .. لنكون له العون في الدنيا عسى ان يتقبل الله منا ويرحمنا ويأخذ بيدنا في اﻵخرة .

إننا نعلن هذا “الوقف” باب أمل وسنداً لكل معسر يبحث عن معين ، كذلك هو نافذة واسعة للحالمين الباحثين عن طريق يأخذه الى العلم حيث الطموحات الكبيرة ، كذلك هو اﻵمان لكل المرضى القلقين من نفقات العلاج التي تفوق قدراتهم ...

وفي الختام لا بد أن نؤكد بأننا جميعا تحت قبة هذا الوطن الذي هو شرفنا وعزنا وفخرنا ، ببقائه نبقى ، وبأمانه نأمن ، وبسلامه نسلم ، وبعون الله يصان .